تغيّرت في السنوات الأخيرة ملامح السوق العقاري السعودي بصورة جذرية، وأصبحت الفرص أكثر تنوعًا من أي وقت مضى، خصوصًا مع المشاريع العملاقة مثل “نيوم” و”الرياض الجديدة”، والتوسعات المستمرة في مختلف المناطق الحيوية.
وبين من يبحث عن دخل إضافي، أو من يرغب بتأمين مستقبل أبنائه، يظلّ السؤال الأهم: “كيف تستثمر في العقار؟” لذا في هذا المقال نستعرض معك أساسيات الدخول لعالم العقار في السعودية، ونسلط الضوء على ما يجب أن تعرفه قبل اتخاذ أول خطوة، فتابع القراءة.
لماذا يحظى الاستثمار العقاري بهذه الشعبية؟
يُعدّ الاستثمار في العقارات من أقدم أشكال الاستثمار التي لا تزال تحظى بجاذبية واسعة، ويرجع ذلك إلى تميّزه بخصائص لا تتوفر في كثير من أنواع الاستثمار الأخرى، فالعقار أصل ملموس قابل للإدارة والتطوير ولا يفقد قيمته بسهولة، بل غالبًا ما يشهد نموًا في قيمته السوقية بمرور الوقت.
وقبل الخوض في كيفية الاستثمار في العقارات، نستكمل أبرز ما يُميز العقارات، فهي لا تتأثر مباشرة بتقلّبات السوق المالية أو الأزمات قصيرة المدى، وتتيح العقارات المؤجرة دخلًا شهريًا مستقرًا يوفّر مصدرًا ثابتًا.
كيف تستثمر في العقار؟ تعلّم أولًا قبل أن تخطو
قبل شراء أي عقار، لا بد من اكتساب قدر من المعرفة بأساسيات السوق العقاري، فيجب دراسة المصطلحات المتداولة وأنواع العقارات وأساليب التمويل وقوانين التملك والتأجير، وننصح بالبدأ بمصادر موثوقة، مثل متابعة تحليلات السوق والمقالات العقارية من مواقع معروفة.
تكلفة العقار لا تقتصر على سعره فقط
لا تقتصر تكلفة الاستثمار على سعر شراء العقار فقط، إنما هناك عدة نفقات يجب وضعها في الحسبان، منها:
- رسوم التسجيل والضرائب.
- تكاليف الصيانة والتجديد.
- عمولة السمسار.
- تكاليف الإدارة في حال التأجير.
في المقابل، يجب حساب العائد السنوي من الإيجار أو التقدير المتوقع في القيمة المستقبلية للعقار، ومقارنته بالتكاليف لتحديد الجدوى الحقيقية للاستثمار.
“كيف تستثمر في العقار؟”… اختيار الموقع هو أساس استثمارك
يعد الموقع أهم عامل يؤثر في نجاح الاستثمار العقاري، بل يمكن القول إنه يُحدّد إلى حد كبير مدى جدوى المشروع من عدمه، لأن العقار الجيد في موقع ضعيف قد لا يحقق أي عائد، بينما قد ينجح عقار متوسط في موقع استراتيجي. ويُقيّم الموقع من خلال عدة معايير، أهمها:
- القرب من الخدمات، مثل المدارس والمستشفيات والأسواق ووسائل النقل العامة.
- سهولة الوصول، لأن إذ أن العقار الواقع بالقرب من الطرق الرئيسية أو محطات المترو يكون أكثر جاذبية.
- التنمية المستقبلية ووجود توسع عمراني أو مشروعات بنية تحتية قادمة، مثل إنشاء طريق جديد أو محطة قطار.
- مدى الطلب المستقبلي، فهل المنطقة جاذبة للطلب وفيها نمو سكاني؟
واستكمالًا لإجابة “كيف تستثمر في العقار؟” ننصحك دائمًا بتتبّع الأخبار الرسمية والمخططات الحكومية بعيدة المدى، فقد يشهد موقع معين قفزة كبيرة في القيمة خلال سنوات قليلة بسبب تطوير قريب أو مشروع اقتصادي ضخم.
فهم أنواع العقارات: المفتاح لاختيار الاستثمار المناسب
يعتمد أفضل استثمار في الوقت الحالي بالنسبة لك بدرجة كبيرة على اختيار النوع المناسب من العقارات بما يتوافق مع أهدافك المالية وخبرتك وقدرتك على المتابعة، فالعقارات ليست صنفًا واحدًا إنما تنقسم إلى أنواع متعددة، ولكل نوع مزايا وعوائق مختلفة:
- العقارات السكنية: تشمل الشقق والفلل والمنازل المستقلة، وهي الأنسب للمبتدئين، نظرًا إلى سهولة تأجيرها وارتفاع الطلب عليها في معظم الأسواق، خاصة في المناطق الحضرية والمناطق القريبة من الجامعات أو مناطق العمل.
- العقارات التجارية: تشمل المحلات والمكاتب والمباني الإدارية والفنادق، وهذه العقارات تدرّ دخلًا أعلى عادة، ولكنها تتطلب دراسة معمّقة للسوق المستهدف، نظرًا إلى احتمالية تفاوت معدلات الإشغال حسب طبيعة المنطقة والأنشطة الاقتصادية فيها.
- العقارات الصناعية: مثل المستودعات والمصانع والوحدات اللوجستية، وهي ترتبط غالبًا بالمدن الصناعية أو المناطق المحيطة بالموانئ والمطارات.
- الأراضي الخام: وهي أراضٍ غير مطورة، قد تكون مخصصة للبناء أو للأنشطة الزراعية.
وبالإجابة عن “كيف تستثمر في العقار؟” فالاختيار لا يجب أن يُبنى على العاطفة أو التجربة الشخصية، بل على تحليل دقيق لمدى الطلب في السوق والعائد المتوقع وسهولة الإدارة أو التطوير.
نصائح أخيرة قبل البدء في الاستثمار العقاري
استكمالًا للإجابة عن “كيف تستثمر في العقار؟” نعرض عليك عدة نصائح أخيرة:
حدّد هدفك الاستثماري بدقة
قبل السؤال “كيف استثمر في العقارات؟” اسأل نفسك هل تبحث عن دخل شهري منتظم؟ أم تهدف لشراء عقار وإعادة بيعه لاحقًا بعائد أعلى؟ أم ترغب في الاحتفاظ بالعقار على المدى الطويل؟ لأن وضوح الهدف سيساعدك على اختيار نوع العقار والموقع المناسب.
ادرس السوق المحلي جيدًا
لا تُقرر بناءً على ما سمعته من الآخرين، بل أنزل إلى الأرض وتجوّل في الأحياء، وتحدّث مع السماسرة، وراقب معدلات الإشغال والأسعار، وتأكد من حركة الطلب والعرض، لأن كل سوق عقاري له خصائصه، وما يصلح في مدينة قد لا يصلح في أخرى.
استعن بأهل الخبرة ولا تعتمد على الحدس
لا تتردد في استشارة خبير تقييم عقاري أو محامٍ متخصص أو مستشار تمويل عقاري قبل توقيع أي عقد، لأن وجود محترفين إلى جانبك في المراحل الأولى يُجنّبك كثيرًا من الأخطاء المكلفة.
وفي الأخير، إن رغبت في استثمار عقاري في السعودية فلا تتردد بالتواصل بنا عبر إحدى الوسائل الموضحة بالموقع الإلكتروني.